English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

الاثنين، 7 مايو 2012

هل انت سعيد؟


يروى أن رجلا ركب البحر فجاءت عاصفة و حطمت سفينته و ألقت به في جزيرة نائية. ثم بنى كوخا من أشلاء السفينة و أشعل النار ليطبخ طعامه فاحترق الكوخ، و كاد أن يبكي لولا أنه قال لنفسه: أصبر و أرضى بقضاء الله. و ماهي الا ساعة حتى جاءت سفينة لنجدته، فسأل أصحابها: كيف وجدتموني؟ قالوا: رأينا دخانا كثيفا فوق الجزيرة.
 
لكل منا قصة مع قدر الله، فان كان خيرا أحبه و فرح وان كان شرا كرهه و جزع. يقول الله عز و علا: { انَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } المعارج: 70-19 الى21. فقليل منا يصبر و يرضى، و ما أكثر الذين يسخطون و يظنون أنهم أشقى الناس. ان عقولنا عاجزة عن فهم حكمة الخير و الشر التي لا يعلمها الا الله سبحانه و تعالى:{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } البقرة: 2-216
قد نستوقف شخصا في الطريق و نسأله: هل أنت سعيد؟ فيجيب: نعم و نسأله: ما سر سعادتك؟ فيقول: أنا عندي منصب، و جاه، و مال، و زوجة و أولاد، و…و.. لكن السعادة لا تدوم أبدا، و الدنيا لا تستقيم على حال. لآن الله عز و جل كتب علينا أن نذوق الخير و الشر ما دامت السموات و الأرض.{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } الأنبياء: 21-35. ان الله عز و علا يختبرنا بالمصائب، ينظر من يشكر و من يكفر، و من يصبر و من يقنط – تفسير ابن كثير-
فأسعد الناس من ذاق حلاوة الرضا و اطمأن قلبه بمحبة الله و تحول رضاه الى جنة في الدنيا. قال لقمان لابنه: أوصيك بخصال تقربك من الله و تباعدك من سخطه، أن تعبد الله و لا تشرك به شيئا و أن ترضى بقدر الله فيما أحببت و كرهت. و قال المتنبي:
                      عين الرضا عن كل عيب كليلة ## كما أن عين السخط تبدي المساويا
والرضا مقام و حال أعلى من الصبر، فالرضا هو سرور القلب بقدر الله و لو كان مرا و الصبر هو تجرع المر بدون تسخط. قال الشيخ ابن عثميين: الصابر يتجرع المر لكن لا يستطيع ان يتسخط،، و الراضي لا يذوق هذا مرا بل هو مطمئن و كأن هذا الشيء لا شيء. قال عمر بن عبد العزيز: ما بقى لي سرور إلا في مواقع القدر، وقيل له ما تشتهى ؟ فقال: ما يقضى الله عز وجل. وقال الإمام ابن القيم الجوزية : الرضا باب الله الأعظم ومُستـراح العابدين وجنّة الدنيا , من لم يدخله فى الدنيا لم يتذّوقه في الآخرة- مدارج السالكين 204-205/2 . 
 
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
{ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، و إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، و من سخط فله السخط } .أخرجه الترمذي - 2 / 64 - و ابن ماجه - 4031 - , وحسنه الألباني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. مدونة نسمات - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر