English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

الخميس، 8 نوفمبر 2012

45 نصيحة و حيلة من جوجل للبحث في محرك جوجل




جوجل هو محرك البحث الأكبر في العالم، الذي يجيبنا على كل سؤال نقدمه له، فقط يلزمنا أن نعرف الأسرار التي تساعدنا على ايجاد الجواب الصحيح و المقبول. وقد قام جوجل بجمع هذه الأسرار مشروحة بالصور في صفحة تتضمن نصائح و حيل تساعد رواد الأنترنت على اكتساب مهارات البحث في محرك جوجل.




                       45 نصيحة و حيلة للبحث في محرك جوجل و هي:

1- سجل بحث الويب
2- البدء ببساطة
3- تجاهل التدقيق الإملائي
4- استخدام كلمات متوافقة مع الويب
5- الأقل أفضل
6- البحث باستخدام عبارة معينة
7- استخدام كلمات وصفية
8- لا تقلق بشأن حالة الأحرف
9- البحث في موقع معين
10- لا تقلق بشأن الترقيم
11- البحث حسب نوع الملف
12- تضمين أو تجاهل كلمات وحروف في بحثك
13- العثور على صفحات ذات صلة
14- البحث عن أعداد في نطاق
15- معرفة تحويل الأعداد
16- معرفة الوقت
17- معرفة تحويل العملات
18- البحث في الويب بكل اللغات
19- معرفة الطقس
20- معرفة أسعار الأسهم في الوقت الفعلي
21- معرفة النتائج الرياضية والجداول الزمنية
22- البحث باستخدام Goggles
23- تتبع طرودك البريدية
24- البحث باستخدام البحث المتقدم بالصور
25- حساب أي شيء
26- البحث في المواقع حسب الرمز البريدي ورمز المنطقة
27- التسوق والمقارنة
28- معرفة أوقات الشروق/الغروب المحلية
29- اكتشاف أنشطة تجارية محلية
30- معرفة مواعيد الأفلام
31- قراءة كتب النطاق العام
32- التركيز على نطاق معين
33- معرفة جداول رحلات الطيران
34- بحث حسب الموقع
35- معرفة أخبار العالم
36- البحث عن العناوين
37- عبارات مشابهة
38- البحث الصوتي
39- دراسة البيانات العامة
40- الحصول على معلومات مالية تفاعلية
41- العثور على معلومات عن الأدوية
42- البحث الفوري على الجوال
43- استخدام المعاينة الفورية على الجوال
44- بحث حسب الموقع
45- معرفة الطقس التفاعلي
 
للذهاب إلى صفحة أسرار البحث في Google

السبت، 3 نوفمبر 2012

مكتبة الموسوعات الإسلامية


هذه مكتبة للكتب الإلكترونية المقروءة، جمعت فيها موسوعات
إسلامية متنوعة تتناول مختلف العلوم الإسلامية في العقيدة و السنة و أصول الفقه و الفقه المقارن و السيرة النبوية و سير السلف الصالح و علوم الحديث و علوم القرآن و الدعوة الإسلامية و التاريخ الإسلامي و الأخلاق الإسلامية و الفتاوى.
إسم الموسوعة
الحجم
التحميل
موسوعة المذاهب الفكرية 1.69 ميجابايت
مَوْسوعَة الأخلاق الإسْلاميّة 1.88 ميجابايت
المَوْسوعَة الفقهيّة 5.38 ميجابايت
موسوعة الفرق الإسلامية 6.97 ميجابايت
موسوعة الملل والأديان 1.41 ميجابايت
الموسوعة العقدية 5.38 ميجابايت
الموسوعة التاريخية 3.49 ميجابايت
موسوعة أصول الفقه 21.9 ميجابايت
موسوعة سير السلف 20 ميجابايت
موسوعة العقيدة والسنة 38 ميجابايت
موسوعة شروح الحديث 34 ميجابايت
موسوعة علوم الحديث 13 ميجابايت
موسوعة الدعوة النجدية 10 ميجابايت
الموسوعة الفقهية الكبرى 78 ميجابايت
موسوعة السيرة النبوية 11 ميجابايت
موسوعة علوم القرآن 8 ميجابايت
موسوعة الفتاوى 21 ميجابايت
موسوعة توحيد رب العبيد 13 ميجابايت
موسوعة فقه الابتلاء 3 ميجابايت

السبت، 20 أكتوبر 2012

كيف تجعل مدونتك تقبل خط tahoma

كثيرا ما نصطدم و نحن ننشر تدويناتنا و لا نجد فيها خط tahoma الذي يسحر الجميع بجماله و الذي نحبه عند رؤيته في المدونات. و لكن بالمحاولة و الممارسة و تجربة كل الطرق التي غالبا ما تفشل نظرا لاختلاف قوالب مدونة بلوجر خصوصا القوالب المعربة،يحدث أن نكتشف الطريقة المناسبة لاقتناص هذا الخط و اخضاعه للمدونة.
و يسرني أن أهديكم هذه الطريقة :
أولا: اذهب إلى لوحة التحكم في حسابك في بلوجر ثم إختر قالب ثم إختر تحرير html و حاول أن تمر على الأكواد سطرا سطرا وكلما و جدت كودا خاصا بالخط كما ترى في الصورة :


أضف خط tahoma بكتابته قبل الخط أو الخطوط الموجودة في الكود بالشكل الموضح في الصورة:
 
ويعني وجود اكثر من خط في الكود هو أن المتصفح للمدونة سيقرأها بخط المدونة الأول فإذا لم يتوفر في نظامه سيقرأها بالخط الثاني أو الثالث و هكذا دواليك.
و لكن ستواجهك مشكلة واحدة، ستجد كل الخطوط في مدونتك قد تحولت إلى خط tahoma إلا الخط المتعلق بمواضيع المدونة، و لذلك يلزمك لحل هذه المشكلة استخدام برنامج windows live writer ، و هو برنامج خاص بالمدونات. حرر موضوعك في هذا البرنامج ثم حول الخط إلى خط tahoma ثم إنسخ الموضوع كما هو محدد في الصورة:
ثانيا: إذهب إلى مكان تحرير الموضوع في بلوجر إعمل كليك يمين بالفأرة ثم إضغط على paste كما ترى في الصورة:


و أخيرا تقوم بترتيب و تنسيق نص الموضوع ثم إضغط على نشر كما في الصورة:


لتحميل برنامج windows live writer باللغة العربية إضغط هنا: تحميل

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

العلم طريقك الى الجنة

ومن أهم فضائل العلم ما يلي:
1- أنه إرث الأنبياء، فالأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – لم يورثوا درهماًَ ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم، فمنْ أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر من إرث الأنبياء، فأنت الآن في القرن الخامس عشر إذا كنت من أهل العلم ترث محمداً صلى الله عليه وسلم وهذا من أكثر الفضائل.
2- أنه يبقى والمالي يفنى، فهذا أبو هريرة - رضي الله عنه – من فقراء الصحابة حتى إنه يسقط من الجوع كالمغمي عليه وأسألكم بالله هل يجري لأبي هريرة ذكر بين الناس في عصرنا أم لا ؟ نعم يجري كثيرا فيكون لأبي هريرة أجر من انتفع بأحاديثه، إذ العلم يبقى والمال يفنى، فعليك يا طالب العلم أن تستمسك بالعلم فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له }.
3- أنه لا يتعب صاحبه في الحراسة؛ لأنه إذا رزقك الله علماً فمحله في القلب لا يحتاج إلى صناديق أو مفاتيح أو غيرها، هو في القلب محروس، وفي النفس محروس، وفي الوقت نفسه هو حارس
لك؛ لأنه يحميك من الخطر بإذن الله – عز وجل – فالعلم يحرسك، ولكن المال أنت تحرسه تجعله في صناديق وراء الإغلاق، ومع ذلك تكون غير مطمئن عليه.
4- أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق، والدليل قوله تعالي: { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ }(آل عمران: الآية18). فهل قال: { أولو المال}؟ لا، بل قال : { وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ } فيكفيك فخراً يا طالب العلم أن تكون ممن شهد لله أنه لا إله إلا هو مع الملائكة الذين يشهدون بوحدانية الله – عز وجل –
5- أن أهل العلم هو أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله تعالي: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } (النساء:الآية59). فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء والحكام، والعلماء وطلبة العلم؛ فولاية أهل العلم في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله وإلزام الناس بها.
6- أن أهل العلم هو القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة، ويستدل لذلك بحديث معاوية – رضى الله عنه – يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوم: ّ{ من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله } رواه البخاري.
وقد قال الإمام أحمد عن هذه الطائفة: (( إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم )).
وقال القاضي عياض – رحمه الله - : (( أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث)).
7- أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرغب أحداً أن يغبط أحداً على شيْ من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين هما:
1- طلب العلم والعمل به.
2- التاجر الذي جعل ماله خدمة للإسلام. فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها}.
8- ما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكان منها طائفة طيبة، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقُُه في دين الله ونفعهُ ما بعثني الله به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلتُ به}.
9- أنه طريق الجنة كما دل على ذلك حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة. } رواه مسلم.
10- ما جاء في حديث معاوية – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { من يرد الله به خيراً يُفقهه في الدين} ،أي يجعله فقيهاً في دين الله – عز وجل - ، والفقه في الدين ليس المقصود به فقه الأحكام العملية المخصوصة عند أهل العلم بعلم الفقه فقط، ولكن المقصود به هو: علم التوحيد، وأصول الدين، وما يتعلق بشريعة الله – عز وجل -. ولو لم يكن من نصوص الكتاب والسنة إلا هذا الحديث في فضل العلم لكان كاملاً في الحثً على طلب علم الشريعة والفقه فيها.
11- أن العلم نور يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه، وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة.
12- أن العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم، ولا يخفي على كثير منّا قصة الرجل الذي من بني إسرائيل قتل تسعا ًوتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عابد فسأله هل له من توبة ؟ فكان العابد استعظم الأمر فقال: لا. فقتله فأتم به المائة، ثم ذهب إلى عالم فسأله فأخبره أن له توبة وأنه لاشيء يحول بينه وبين التوبة ، ثم دله على بلد أهله صالحون ليخرج إليها،فخرج فأتاه الموت في أثناء الطريق.والقصة مشهورة. فانظر الفرق بين العالم والجاهل.
13- أن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا، أما في الآخرة فإن الله يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله – عز وجل – والعمل بما علمـوا ، وفي الدنيا يرفعهم الله بين عبـاده بحسب ما قاموا به. قال الله تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: الآية11).

                                                                  من كتاب: كتاب العلم – محمد صالح العثيمين

أخرج هواك من قلبك


وَأَمَّا الْهَوَى فَهُوَ عَنْ الْخَيْرِ صَادٌّ، وَلِلْعَقْلِ مُضَادٌّ؛ لِأَنَّهُ يُنْتِجُ مِنْ الاخْلاَقِ قَبَائِحَهَا، وَيُظْهِرُ مِنْ الافْعَالِ فَضَائِحَهَا، وَيَجْعَلُ سِتْرَ الْمُرُوءَةِ مَهْتُوكًا، وَمَدْخَلَ الشَّرِّ مَسْلُوكًا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: الْهَوَى إلَهٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ. ثُمَّ تَلاَ: {أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ} وَقَالَ عِكْرِمَةُ فِي قوله تعالى: {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} يَعْنِي بِالشَّهَوَاتِ {وَتَرَبَّصْتُمْ} يَعْنِي بِالتَّوْبَةِ {وَارْتَبْتُمْ} يَعْنِي فِي أَمْرِ اللَّهِ {وَغَرَّتْكُمْ الامَانِيُّ} يَعْنِي بِالتَّسْوِيفِ {حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} يَعْنِي الْمَوْتَ {وَغَرَّكُمْ بِاَللَّهِ الْغَرُورُ} يَعْنِي الشَّيْطَانَ. وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: {طَاعَةُ الشَّهْوَةِ دَاءٌ، وَعِصْيَانُهَا دَوَاءٌ}. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: اقْدَعُوا هَذِهِ النُّفُوسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا فَإِنَّهَا طَلاَعَةٌ تَنْزِعُ إلَى شَرِّ غَايَةٍ. إنَّ هَذَا الْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيٌّ، وَإِنَّ الْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيٌّ، وَتَرْكُ الْخَطِيئَةِ خَيْرٌ مِنْ مُعَالَجَةِ التَّوْبَةِ وَرُبَّ نَظْرَةٍ زَرَعَتْ شَهْوَةً، وَشَهْوَةِ سَاعَةٍ أَوْرَثَتْ حُزْنًا طَوِيلاً. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: أَخَافُ عَلَيْكُمْ اثْنَيْنِ: اتِّبَاعَ الْهَوَى وَطُولَ الامَلِ. فَإِنَّ اتِّبَاعَ الْهَوَى يَصُدُّ عَنْ الْحَقِّ وَطُولَ الامَلِ يُنْسِي الاخِرَةَ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إنَّمَا سُمِّيَ الْهَوَى هَوًى؛ لِأَنَّهُ يَهْوِي بِصَاحِبِهِ. وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: الْهَوَى هَوَانٌ وَلَكِنْ غَلِطَ بِاسْمِهِ، فَأَخَذَهُ الشَّاعِرُ وَقَالَ:
إنَّ الْهَوَانَ هُوَ الْهَوَى قُلِبَ اسْمُهُ فَإِذَا هَوِيتَ فَقَدْ لَقِيت هَوَانَا
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: مَنْ أَطَاعَ هَوَاهُ، أَعْطَى عَدُوَّهُ مُنَاهُ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْعَقْلُ صَدِيقٌ مَقْطُوعٌ، وَالْهَوَى عَدُوٌّ مَتْبُوعٌ. وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ أَفْضَلُ النَّاسِ مَنْ عَصَى هَوَاهُ، وَأَفْضَلُ مِنْهُ مَنْ رَفَضَ دُنْيَاهُ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ:
إذَا أَنْتَ لَمْ تَعْصِ الْهَوَى قَادَك الْهَوَى إلَى كُلِّ مَا فِيهِ عَلَيْك مَقَالُ
قَالَ ابْنُ الْمُعْتَزِّ رحمه الله: لَمْ يَقُلْ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ سِوَى هَذَا الْبَيْتِ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:
إذَا مَا رَأَيْت الْمَرْءَ يَعْتَادُهُ الْهَـــــــــــــــــوَى فَقَدْ ثَكِلَتْهُ عِنْدَ ذَاكَ ثَوَاكِلُهْ
وَقَدْ أَشْمَتَ الاعْدَاءَ جَهْلاً بِنَفْسِــــــــــــهِ وَقَدْ وَجَدَتْ فِيهِ مَقَالا عَوَاذِلُهْ
وَمَا يَرْدَعُ النَّفْسَ اللَّجُوجَ عَنْ الْهَوَى مِنْ النَّاسِ الا حَازِمُ الرَّأْيِ كَامِلُهْ
فَلَمَّا كَانَ الْهَوَى غَالِبًا وَإِلَى سَبِيلِ الْمَهَالِكِ مَوْرِدًا جَعَلَ الْعَقْلَ عَلَيْهِ رَقِيبًا مُجَاهِدًا يُلاَحِظُ عَثْرَةَ غَفْلَتِهِ، وَيَدْفَعُ بَادِرَةَ سَطْوَتِهِ، وَيَدْفَعُ خِدَاعَ حِيلَتِهِ؛ لِأَنَّ سُلْطَانَ الْهَوَى قَوِيٌّ، وَمَدْخَلٌ مَكْرِهِ خَفِيٌّ. وَمِنْ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ يُؤْتَى الْعَاقِلُ حَتَّى تَنْفُذَ أَحْكَامُ الْهَوَى عَلَيْهِ أَعْنِي بِأَحَدِ الْوَجْهَيْنِ: قُوَّةَ سُلْطَانِهِ وَبِالاخَرِ خَفَاءَ مَكْرِهِ. فَأَمَّا الْوَجْهُ الاوَّلُ فَهُوَ أَنْ يَقْوَى سُلْطَانُ الْهَوَى بِكَثْرَةِ دَوَاعِيهِ حَتَّى يَسْتَوْلِيَ عَلَيْهِ مُغَالَبَةُ الشَّهَوَاتِ فَيَكِلُّ الْعَقْلُ عَنْ دَفْعِهَا، وَيَضْعُفُ عَنْ مَنْعِهَا، مَعَ وُضُوحِ قُبْحِهَا فِي الْعَقْلِ الْمَقْهُورِ بِهَا، وَهَذَا يَكُونُ فِي الاحْدَاثِ أَكْثَرَ وَعَلَى الشَّبَابِ أَغْلَبَ؛ لِقُوَّةِ شَهَوَاتِهِمْ؛ وَكَثْرَةِ دَوَاعِي الْهَوَى الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ وَإِنَّهُمْ رُبَّمَا جَعَلُوا الشَّبَابَ عُذْرًا لَهُمْ، كَمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ: كُلٌّ يَرَى أَنَّ الشَّبَابَ لَهُ فِي كُلِّ مَبْلَغِ لَذَّةٍ عُذْرَا وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْهَوَى مَلِكٌ غَشُومٌ، وَمُتَسَلِّطٌ ظَلُومٌ. وَقَالَ بَعْضُ الادَبَاءِ: الْهَوَى عَسُوفٌ، وَالْعَدْلُ مَأْلُوفٌ.
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
يَا عَاقِلاً أَرْدَى الْهَوَى عَقْلَهُ مَالَك قَدْ سُدَّتْ عَلَيْك الامُورُ
أَتَجْعَلُ الْعَقْلَ أَسِيرَ الْهَوَى إنَّمَا الْعَقْـــــــــــلُ عَلَيْهِ أَمِيرُ
وَحَسْمُ ذَلِكَ أَنْ يَسْتَعِينَ بِالْعَقْلِ عَلَى النَّفْسِ النُّفُورَةِ فَيُشْعِرُهَا مَا فِي عَوَاقِبِ الْهَوَى مِنْ شِدَّةِ الضَّرَرِ، وَقُبْحِ الاثَرِ، وَكَثْرَةِ الاجْرَامِ، وَتَرَاكُمِ الاثَامِ. فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ}. أَخْبَرَ أَنَّ الطَّرِيقَ إلَى الْجَنَّةِ احْتِمَالُ الْمَكَارِهِ، وَالطَّرِيقَ إلَى النَّارِ اتِّبَاعُ الشَّهَوَاتِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: إيَّاكُمْ وَتَحْكِيمَ الشَّهَوَاتِ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّ عَاجِلَهَا ذَمِيمٌ، وَآجِلَهَا وَخِيمٌ، فَإِنْ لَمْ تَرَهَا تَنْقَادُ بِالتَّحْذِيرِ وَالارْهَابِ، فَسَوِّفْهَا بِالتَّأْمِيلِ وَالارْغَابِ، فَإِنَّ الرَّغْبَةَ وَالرَّهْبَةَ إذَا اجْتَمَعَا عَلَى النَّفْسِ ذَلَّتْ لَهُمَا وَانْقَادَتْ.
وَقَدْ قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: كُنْ لِهَوَاك مُسَوِّفًا، وَلِعَقْلِك مُسْعِفًا، وَانْظُرْ إلَى مَا تَسُوءُ عَاقِبَتُهُ فَوَطِّنْ نَفْسَك عَلَى مُجَانَبَتِهِ فَإِنَّ تَرْكَ النَّفْسِ وَمَا تَهْوَى دَاؤُهَا، وَتَرْكَ مَا تَهْوَى دَوَاؤُهَا، فَاصْبِرْ عَلَى الدَّوَاءِ، كَمَا تَخَافُ مِنْ الدَّاءِ. وَقَالَ الشَّاعِرُ:
صَبَرْتُ عَلَى الايَّامِ حَتَّى تَوَلَّتْ وَأَلْزَمْتُ نَفْسِي صَبْرَهَا فَاسْتَمَرَّتْ
وَمَا النَّفْسُ الا حَيْثُ يَجْعَلُهَا الْفَتَـــى فَإِنْ طَمِعَتْ تَاقَتْ وَالا تَسَلَّتْ
فَإِذَا انْقَادَتْ النَّفْسُ لِلْعَقْلِ بِمَا قَدْ أُشْعِرَتْ مِنْ عَوَاقِبِ الْهَوَى لَمْ يَلْبَثْ الْهَوَى أَنْ يَصِيرَ بِالْعَقْلِ مَدْحُورًا، وَبِالنَّفْسِ مَقْهُورًا، ثُمَّ لَهُ الْحَظُّ الاوْفَى فِي ثَوَابِ الْخَالِقِ وَثَنَاءِ الْمَخْلُوقِينَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: أَفْضَلُ الْجِهَادِ جِهَادُ الْهَوَى. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: أَعَزُّ الْعِزِّ الامْتِنَاعُ مِنْ مِلْكِ الْهَوَى. وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: خَيْرُ النَّاسِ مَنْ أَخْرَجَ الشَّهْوَةَ مِنْ قَلْبِهِ، وَعَصَى هَوَاهُ فِي طَاعَةِ رَبِّهِ. وَقَالَ بَعْضُ الادَبَاءِ: مَنْ أَمَاتَ شَهْوَتَهُ، فَقَدْ أَحْيَا مُرُوءَتَهُ. وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: رَكَّبَ اللَّهُ الْمَلاَئِكَةَ مِنْ عَقْلٍ بِلاَ شَهْوَةٍ، وَرَكَّبَ الْبَهَائِمَ مِنْ شَهْوَةٍ بِلاَ عَقْلٍ، وَرَكَّبَ ابْنَ آدَمَ مِنْ كِلَيْهِمَا؛ فَمَنْ غَلَّبَ عَقْلَهُ عَلَى شَهْوَتِهِ فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ، وَمَنْ غَلَبَتْ شَهْوَتُهُ عَلَى عَقْلِهِ فَهُوَ شَرٌّ مِنْ البهائم. 
 
                                                                                                      من كتاب: أدب الدنيا و الدين - الشافعي

الخميس، 4 أكتوبر 2012

كيف تكون فقيرا الى الله

 فجملة نعت الفقير حقاً أَنه المتخلِّى من الدنيا تطرفاً والمتجافى عنها تعففاً. لا يستغنى بها تكثراً، ولا يستكثر منها تملكاً، وإِن كان مالكاً لها بهذا الشرط لم تضره، بل هو فقير غناه فى فقره، وغنى فقره فى غناه.. ومن نعته أَيضاً أَن يكون فقيراً من حاله وهو خروجه عن الحال تبرياً، وترك الالتفات إِليه تسلياً، وترك مساكنة الأَحوال والرجوع عن موافقتها فلا يستغنى بها اعتماداً عليها ولا يفتقر إِليها مساكنة لها. ومن نعته أَنه يعمل على موافقة الله [و] الصبر والرضى والتوكل والإِنابة، فهو عامل على مراد الله منه لا على موافقة هواه وهو تحصيل مراده من الله، فالفقير خالص بكليته لله عز وجل، ليس لنفسه ولا لهواه فى أَحواله حظ ولا نصيب، بل عمله بقيام شاهد الحق وفناءِ شاهد نفسه، قد غيبه شاهد الحق عن شاهد نفسه فهو يريد الله بمراد الله، فمعَّوله على الله، وهمته لا تقف دون شيء سواه، قد فنى بحبه عن حب ما سواه وبأَمره عن هواه وبحسن اختياره له عن اختياره لنفسه، فهو فى واد والناس فى واد خاضع متواضع سليم القلب، سلس القيادة للحق، سريع القلب إِلى ذكر الله، بريء من الدعاوى لا يدعى بلسانه ولا بقلبه ولا بحاله، زاهد فى كل ما سوى الله، راغب فى كل ما يقرب إِلى الله، قريب من الناس أَبعد شيء منهم، يأْنس بما يستوحشون منه ويستوحش مما يأْنسون به، متفرد فى طريق طلبه لا تقيّده الرسوم ولا تملكه العوائد ولا يفرح بموجود لا يأْسف على مفقود، من جالسه قرت عينه به ومن رآّه ذكرته رؤيته بالله سبحانه، قد حمل كله ومؤنته عن الناس، واحتمل أذاهم وكف أذاه عنهم، وبذل لهم نصيحته وسبل لهم عرضه ونفسه لا لمعاوضة ولا لذلة وعجز، لا يدخل فيما لا يعنيه ولا يبخل بما لا ينقصه، وصفه الصدق والعفة والإِيثار والتواضع والحلم والوقار والاحتمال، لا يتوقع لما يبذله للناس منهم عوضاً ولا مدحة، لا يعاتب ولا يخاصم ولا يطالب ولا يرى له على أَحد حقاً ولا يرى له على أَحد فضلاً، مقبل على شأْنه مكرم لإِخوانه بخيل بزمانه حافظ للسانه، مسافر فى ليله ونهاره ويقظته ومنامه لا يضع عصا السير عن عاتقه حتى يصل إِلى مطلبه، قد رفع له علم الحب فشمر إِليه، وناداه داعى الإشتياق فأَقبل بكليته عليه، أَجاب منادى المحبة إِذ دعاه حى على الفلاح، ووصل السرى فى بيداءِ الطلب، فحمد عند الوصول سراه، وإِنما يحمد القوم السرى عند الصباح:

 
فحى على جنات عدن فإِنها * منازلك الأُولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو، فهل تري * نعود إِلى أَوطاننا ونسلم
وحى على روضاتها وخيامها * وحى على عيش بها ليس يسأم
وحى على يوم المزيد وموعد ال *المبين، طوبى للذى هو منهم
وحى على واد بها هو أَفيح *وتربته من أذفر المسك أعظم
ومن حولها كثبان مسك مقاعد *لمن دونهم هذا الفخار المعظم
يرون به الرحمن جل جلاله *كرؤية بدر التم لا يتوهم
أَو الشمس صحواً ليس من دون أُفقها *ضباب ولا غيم هناك يغيم
وبينا فى عيشهم وسرورهم *وأَرزاقهم تجرى عليهم وتقسم
إِذا هم بنور ساطح قد بدا لهم* فقيل ارفعوا أبصاركم، فإِذا هم
بربهم من فوقهم وهو قائل: *سلام عليكم طبتم وسلمتم
فيا عجبا، ما عذر من هو مؤمن *بهذا ولا يسعى له ويقدم
فبادر إِذا ما دام فى العمر فسحة *وعدلك مقبول وصرفك قيم
فما فرحت بالوصل نفس مهينة *ولا فاز قلب بالبطالة ينعم
فجدَّ وسارع واغتنم ساعة السري *ففى زمن الإِمكان تسعى وتغنم

                                                  من كتاب: طريق الهجرتين و باب السعادتين_ – ابن القيم

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

برنامج الفرقان برنامج ضروري لكل باحث في القران



برنامج استخدمه كثيرا حينما أريد البحث عن الآيات أو بعض الكلمات في سور القران الكريم.
استفدت كثيرا منه، انه برنامج الفرقان للبحث في آيات و كلمات القران الاصدار1.8.0، جزى الله خيرا الاخ أبو أكرم الحلبي و كل من ساهم معه في برمجة هذا البرنامج القيم و نفع به كل المسلمين.
- يتميز برنامج الفرقان بالدقة و السرعة و المرونة و المنهجية اضافة لخياراته المتعددة.
- يوفر البرنامج للمستخدم كل خيارات البحث في آيات و كلمات القران الكريم.
- شريط المعلومات بالأسفل يساعدك في فهم هذه الخيارات عند اختيارك لأي منها.
- تم ارفاق شرح فلاشي مع البرنامج يتضمن كل كبيرة و صغيرة في برنامج الفرقان و ننصح بمشاهدته فهنالك خيارات لا يمكن التعرف عليها الا من خلال هذا الشرح.
و هذه صورة للبرنامج:


 

                                                            البرنامج مجاني
 
                                                      لتحميل البرنامج: اضغط هنا
 

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

حينما تكون خاضعا للتأديب الالهي


قال الطبيب لمريضه الذي أرهقته كثرة الادوية و الوصفات: لم يعد ينفعك الدواء و لا حل لمرضك الا اجراء عملية جراحية، أعلم أن هذا مؤلم لك و لكن لا سبيل لك للعلاج غير هذا. 
 
ذلك مثل علاج البشر، و لكن علاج رب البشر - و لله المثل الاعلى - هو الـتأديب الالهي مكتوب على بابه: ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، قال الله عز و علا: { قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى . قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } [طه : 49 - 50]. فربنا سبحانه تعالى يربينا لأنه خلقنا للآخرة، خلقنا لجنة عرضها السموات و الارض. فهذه الدنيا أحقر من أن تكون مكافأة أو عقابا لإنسان.
يتحقق العلاج بالتأديب الالهي في أربع مراحل:
أولا: بالهدى البياني، فحكمة الله تقتضي البدء بهداية عباده عن طريق الهدى البياني: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } [الأنفال : 23 - 24].
ثانيا: بالتأديب التربوي، فان لم يستجيبوا يخضعهم الله سبحانه و تعالى للتأديب التربوي (ابتلاؤهم بالمصائب): { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [السجدة : 20 - 21].
ثالثا: بالتأديب الاستدراجي، فان لم يستجيبوا يخضعهم الله سبحانه و تعالى للتأديب الاستدراجي (استدراجهم باكرامهم بنعم الدنيا): { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } [الأنعام : 44].
رابعا: بالقصم، فان لم يستجيبوا كان القصم هو العلاج: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } [الأنعام : 44].و هؤلاء زمرة غير زمرة المؤمنين.
ولذلك فالأفضل للعبد أن يكون خاضعا للتأديب الالهي من أن يكون خارجه، فهو حين يكون خاضعا للتأديب الالهي ينتظره خير كثير. فمصائب المؤمنين هي مصائب دفع و رفع، فالله عز و جل يدفعهم الى بابه: { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة : 160]، و يرفع مقامهم عنده: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [البقرة : 155 - 157].
 
الله سبحانه و تعالى غني عن تعذيبنا لأنه خلقنا للجنة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: { عجب ربنا عز و جل من قوم يقادون الى الجنة في السلاسل } [البخاري و داوود]. كل شيء يصيب المؤمن فيه حكمة ما بعدها حكمة. فاذا أحسن المؤمن فهم المصيبة استفاد منها، و ان لم يحسن فهمها لم ينتفع منها.

الجمعة، 25 مايو 2012

لتبقى قلوبنا حية


أحد الأثرياء معروف لدى أهل مدينته، يعاقر الخمر و يشتهي النساء، و مع ذلك فهو يعامل الناس معاملة طيبة حتى قالوا عنه: انه رجل عنده ضمير . 
 
عجبا.. حتى الشيوعي و العلماني و الوثني و اللاديني كلهم يدعون أنهم عندهم ضمير، و يقول قائل هناك ضمير مهني و ضمير الجماعة و ضمير الامة ! أي ضمير هذا الذي يتنكر لتوحيد الله و مكارم الاخلاق و المثل العليا؟ كلمة ضمير أصلها من أضمر، و تدل معاني أضمر في اللغة على الخفاء، و يطلق الضمير على السر و الخاطر، و يقال أضمرت الارض الرجل أي غيبته بسفر أو موت ( القاموس المحيط/ مادة: ضمير ).
حين يخاطب القرآن النفوس و ما في ذات الصدور، تأتي آياته متوجهة الى القلب باعتباره جوهر يحيى أو يموت، يعقل أو يجهل، يسمع أو يصم، يبصر أو يعمى. القلب - هذه اللطيفة الربانية الروحانية – هو مستودع الايمان بالله سبحانه و تعالى، لا يطمئن و لا يسكن الا بعبادته و الانابة اليه. يقول الله عز و جل: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } (الحج 22: 46)
و قد حذر الله عز و علا من قسوة القلوب لمن ابتعد عن ذكر الله في قوله: { أفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } (الزمر 39:22). و ما أكثر أمراض القلوب كالبخل و الحسد و الظلم، و مرض الشبهات و الشكوك، و مرض الشهوات و غيرها.
فحري بالمؤمن أن يتعاهد قلبه بتجديد الايمان، و ان ابتلي بمرض من أمراض القلوب جاهد نفسه و جد في طلب الدواء. يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم". و يقول الترمذي: "حياة القلوب الايمان، و موتها الكفر، و صحتها الطاعة، و مرضها الاصرار على المعصية، و يقظتها الذكر، و نومها الغفلة".
و هذا دواء رائع وصفه شيخ الاسلام ابن تيمية حين قال: "و القرآن شفاء لما في الصدور و من في قلبه أمراض الشبهات و الشهوات، ففيه من البينات ما يزيل الحق من الباطل، فيزيل أمراض الشبهة المفسدة للعلم و التصور و الادراك بحيث يرى الاشياء على ما هي عليه، و فيه من الحكمة و الموعظة الحسنة بالترغيب و الترهيب و القصص التي فيها عبرة ما يوجب صلاح القلب، يرغب فيما ينفعه، و يرغب عما يضره، فيبقى القلب محبا للرشاد، مبغضا للغي، بعد أن كان مريدا للبغي، مبغضا للرشاد، فالقرآن مزيل للأمراض الموجبة للإرادات الفاسدة، حتى يصلح القلب فتصلح إرادته ، ويعود إلى فطرته التي فُطر عليها ، كما يعود البدن إلى الحال الطبيعي ، ويغتذي القلب من الإيمان والقرآن بما يزكيه ويؤيده كما يغتذي البدن بما يُنَمّيه ويقومه ، فإن زكاة القلب مثل نماء البدن " (مجموع الفتاوي:95/ 10-96 ). و الشاهد على كلام شيخ الاسلام قول الله عز و علا: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } (الإسراء 17: 82).
 
فالقرآن كلام الله ، هو طب القلوب و دواءها.. نقرأه، نتدبره و نرتله لتبقى قلوبنا حية. عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه و سلم: { مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه، مثل الحي و الميت } رواه مسلم و البخاري.

الاثنين، 7 مايو 2012

هل انت سعيد؟


يروى أن رجلا ركب البحر فجاءت عاصفة و حطمت سفينته و ألقت به في جزيرة نائية. ثم بنى كوخا من أشلاء السفينة و أشعل النار ليطبخ طعامه فاحترق الكوخ، و كاد أن يبكي لولا أنه قال لنفسه: أصبر و أرضى بقضاء الله. و ماهي الا ساعة حتى جاءت سفينة لنجدته، فسأل أصحابها: كيف وجدتموني؟ قالوا: رأينا دخانا كثيفا فوق الجزيرة.
 
لكل منا قصة مع قدر الله، فان كان خيرا أحبه و فرح وان كان شرا كرهه و جزع. يقول الله عز و علا: { انَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } المعارج: 70-19 الى21. فقليل منا يصبر و يرضى، و ما أكثر الذين يسخطون و يظنون أنهم أشقى الناس. ان عقولنا عاجزة عن فهم حكمة الخير و الشر التي لا يعلمها الا الله سبحانه و تعالى:{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } البقرة: 2-216
قد نستوقف شخصا في الطريق و نسأله: هل أنت سعيد؟ فيجيب: نعم و نسأله: ما سر سعادتك؟ فيقول: أنا عندي منصب، و جاه، و مال، و زوجة و أولاد، و…و.. لكن السعادة لا تدوم أبدا، و الدنيا لا تستقيم على حال. لآن الله عز و جل كتب علينا أن نذوق الخير و الشر ما دامت السموات و الأرض.{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } الأنبياء: 21-35. ان الله عز و علا يختبرنا بالمصائب، ينظر من يشكر و من يكفر، و من يصبر و من يقنط – تفسير ابن كثير-
فأسعد الناس من ذاق حلاوة الرضا و اطمأن قلبه بمحبة الله و تحول رضاه الى جنة في الدنيا. قال لقمان لابنه: أوصيك بخصال تقربك من الله و تباعدك من سخطه، أن تعبد الله و لا تشرك به شيئا و أن ترضى بقدر الله فيما أحببت و كرهت. و قال المتنبي:
                      عين الرضا عن كل عيب كليلة ## كما أن عين السخط تبدي المساويا
والرضا مقام و حال أعلى من الصبر، فالرضا هو سرور القلب بقدر الله و لو كان مرا و الصبر هو تجرع المر بدون تسخط. قال الشيخ ابن عثميين: الصابر يتجرع المر لكن لا يستطيع ان يتسخط،، و الراضي لا يذوق هذا مرا بل هو مطمئن و كأن هذا الشيء لا شيء. قال عمر بن عبد العزيز: ما بقى لي سرور إلا في مواقع القدر، وقيل له ما تشتهى ؟ فقال: ما يقضى الله عز وجل. وقال الإمام ابن القيم الجوزية : الرضا باب الله الأعظم ومُستـراح العابدين وجنّة الدنيا , من لم يدخله فى الدنيا لم يتذّوقه في الآخرة- مدارج السالكين 204-205/2 . 
 
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
{ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، و إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، و من سخط فله السخط } .أخرجه الترمذي - 2 / 64 - و ابن ماجه - 4031 - , وحسنه الألباني.

متى نقول آمنا حقا؟


سألت يوما أحدهم: لم أراك لا تصلي ألست مسلما؟
فقال : سأفعل.
قلت له: متى؟
فقال و هو ينظر الى السماء: نسأل الله الهداية.
 
حيرني أمر ذلك الشخص. فهو رجل مهووس بالماركسية الى حد الجنون رغم موتها في موطنها. كلما حاورته في موضوع الاسلام و ضرورة الالتزام بالدين الا و بادر السؤال بسؤال غيره، و تبخر حوارنا في الهواء.
هل يكفينا ان نقول: الحمد لله نحن مسلمون، ولدنا في بيت مسلم و نعيش في بلد مسلم... و لتذهب اركان الاسلام في خبر كان؟
الاسلام هو النعمة الكبرى التي أتمها الله عز وجل على أمة محمد صلى الله عليه و سلم، و الدين الذي رضيه لها. فهو نور و منهاج و شريعة صالحة لكل زمان و مكان و خالدة الى يوم القيامة. و معنى الاسلام الانقياد و الاستسلام لله سبحانه و تعالى و الامتثال لأوامره و اجتناب نواهيه. والاسلام و الايمان متلازمان، فهو اعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح او - كما قيل - اعتقاد بالجنان و عمل بالأركان.
ولا يذكر الايمان في القرآن الا مقرونا بالعمل الصالح، فلا قيمة لإيمان بدون عمل عند الله سبحانه وتعالى، يقول الله عز و جل:
{ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } - البقرة:25-
و لا قيمة لعمل بدون ايمان فهو عند الله سبحانه و تعالى هباء منثور، يقول الله عز و جل:
{ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} - الفرقان:23-
فالإيمان و العمل الصالح هما ثمرة محبة الله و رسوله و طاعتهما، يقول الله عز و جل:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } - ال عمران:31-
و رحم الله الامام الشافعي حيث قال:
                تعصي الاله و أنت تظهر حبه *** هذا محال في القياس بديــع
                 لو كان حبك صادقا لأطعــــته *** ان المحب لمن يحب مطيــع
                في كل يوم يبتديك بنعمــــــه *** منه و أنت لشكر ذلك مضيع
و في قصة الاعراب عبرة بليغة لمن افتخروا بإسلامهم و لم يترقوا في مراتب الايمان، ، يقول الله عز و جل:
{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ } - الحجرات:14-
جاء في بيان معنى هذه الآية في تفسير ابن كثير أن الله سبحانه و تعالى يقول منكرا على الأعراب الذين أول ما دخلوا في الإسلام ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم بعد " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " وقد استفيد من هذه الآية الكريمة أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة , ويدل عليه حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سأل عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان فترقى من الأعم إلى الأخص ثم للأخص منه.
 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. مدونة نسمات - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر