English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

الاثنين، 7 مايو 2012

متى نقول آمنا حقا؟


سألت يوما أحدهم: لم أراك لا تصلي ألست مسلما؟
فقال : سأفعل.
قلت له: متى؟
فقال و هو ينظر الى السماء: نسأل الله الهداية.
 
حيرني أمر ذلك الشخص. فهو رجل مهووس بالماركسية الى حد الجنون رغم موتها في موطنها. كلما حاورته في موضوع الاسلام و ضرورة الالتزام بالدين الا و بادر السؤال بسؤال غيره، و تبخر حوارنا في الهواء.
هل يكفينا ان نقول: الحمد لله نحن مسلمون، ولدنا في بيت مسلم و نعيش في بلد مسلم... و لتذهب اركان الاسلام في خبر كان؟
الاسلام هو النعمة الكبرى التي أتمها الله عز وجل على أمة محمد صلى الله عليه و سلم، و الدين الذي رضيه لها. فهو نور و منهاج و شريعة صالحة لكل زمان و مكان و خالدة الى يوم القيامة. و معنى الاسلام الانقياد و الاستسلام لله سبحانه و تعالى و الامتثال لأوامره و اجتناب نواهيه. والاسلام و الايمان متلازمان، فهو اعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح او - كما قيل - اعتقاد بالجنان و عمل بالأركان.
ولا يذكر الايمان في القرآن الا مقرونا بالعمل الصالح، فلا قيمة لإيمان بدون عمل عند الله سبحانه وتعالى، يقول الله عز و جل:
{ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } - البقرة:25-
و لا قيمة لعمل بدون ايمان فهو عند الله سبحانه و تعالى هباء منثور، يقول الله عز و جل:
{ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} - الفرقان:23-
فالإيمان و العمل الصالح هما ثمرة محبة الله و رسوله و طاعتهما، يقول الله عز و جل:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } - ال عمران:31-
و رحم الله الامام الشافعي حيث قال:
                تعصي الاله و أنت تظهر حبه *** هذا محال في القياس بديــع
                 لو كان حبك صادقا لأطعــــته *** ان المحب لمن يحب مطيــع
                في كل يوم يبتديك بنعمــــــه *** منه و أنت لشكر ذلك مضيع
و في قصة الاعراب عبرة بليغة لمن افتخروا بإسلامهم و لم يترقوا في مراتب الايمان، ، يقول الله عز و جل:
{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ } - الحجرات:14-
جاء في بيان معنى هذه الآية في تفسير ابن كثير أن الله سبحانه و تعالى يقول منكرا على الأعراب الذين أول ما دخلوا في الإسلام ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم بعد " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " وقد استفيد من هذه الآية الكريمة أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة , ويدل عليه حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سأل عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان فترقى من الأعم إلى الأخص ثم للأخص منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. مدونة نسمات - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر